الخميس، 22 مايو 2008


أعشق اللغة العامية المصرية…. المصريين لديهم قدرة غير معقولة على نحت كلمات معبرة تمس القلب …تحمل كل الموروث العاطفى للشعب المصرى وتصيغه فى ألفاظ تخرج من القلب وتصل إلى القلب.
إنشالله يخليكى… جملة تعنى أن قائلها يتمنى العمر المديد لمتلقيها… أعشق تلك الجملة…ليس لأنى أتمنى العمر المديد… حيث إن كل أفراد جيلى لا يتمنى لا العمر المديد ولا السعيد فى ظل ذلك الحكم الرشيد الذى ( يقصف ) عمر المصريين !
ولكنى أحب تلك الكلمة لأنى دائما ما أسمعها من المرضى الفقراء فى المستشفى التى أعمل بها عندما أقدم لهم أى خدمة… أو أوفر لهم أى علاج لا يستطيعون الحصول عليه… أو عندما أجد حل لمشكلة طبية يواجهوها.
أدمنت تلك الكلمة وإرتبطت فى ذهنى بإبتسامة مريض تقول دموعه المتحجرة من قسوة الفقر والمرض والعجز كلام أبلغ من أى مقالة تشيد بالحكومة الإلكترونية وإنجازات لجنة السياسات.
أعمل بمستشفى الطوارئ الجامعى …. صيدلانية…. وأحيانا باحث إجتماعى…
… وأعشق رائحة الدواء والديتول والبيتادين…والتى تشبه رائحة عطور (إيف سان لوران ) مع تغير بسيط فى الكلمة الأولى لتصبح… ( أووووف سان أتران )!!!
وأعشق تلك الكلمة… إنشالله يخليكى …. يا … ( داااكتورة )!!!

هناك 5 تعليقات:

Dr. Eyad Harfoush يقول...

عزيزتي Meero deepo
ألف مبروك على المدونة الطازجة، و مرحبا بك في عالم التدوين، العامية المصرية جميلة، و أجملها برأيي عامية وسط و جنوب الصعيد، حيث يأتلق التزاوج بين عروبة مصادر المفردات و مصرية صياغتها و فرعونية نطقها، فلو سمعت الديموطيقية المنطوقة (القبطية) لوجدت رنين لهجة الصعيد شديد الشبه بها، و هذا ليس تحيزا لأني ببساطة لست من الصعيد
تحياتي و تقديري و أهلا بك بعالم التدوين

Meero Deepo يقول...

عزيزى د.إياد

دائما ما تخجلنى كلماتك الرقيقة وأشكرك على ترحيبك

سامحك الله بقى ...لقد أصبحت قراءة مدونتك أحد طقوسى اليومية بالرغم من إنشغالى الشديد تلك الأيام ولكن موضوعاتك المتنوعة وأسلوبك الرشيق وثقافتك الواسعة تدفعنى دائما للرد عليك والتحاور معك ..تماما كما لو كنت ألعب ماتش بينج بونج..بس يعنى على قدى

لذا قررت أن تكون مدونتى ليس لأبداء رأى فيكفينى مدونتك ...ولكنى جعلت مدونتى للحديث عن ناس نراهم حولنا كل يوم ولكنهم لا يحتلوا من وعينا قيد أنملة للأسف

مدونتى للناس الغلابة الذين رأيتهم فى مكان عملى والذين غيروا حياتى

...مرضى ...فقراء ...بسطاء...ولكن بيحبوا من غير سبب ...وبيفرحوا بأقل حاجة... ودائما على لسانهم ...إنشالله يخليكى

أهلا بيك ..الضعيف العزيز ...والقارئ الوحيد كما هو واضح

Dr. Eyad Harfoush يقول...

صديقتي العزيزة Meero Deepo
شكرا لردك الرقيق، يشرفني و يسعدني و يجعلني أشعر بالجدوى أن أسمع أن مدونتي أصبحت من طقوسك اليومية، شرف نرجو أن نستحقه يا دكتورة، و انا اتطلع دوما لمزيد من الحوار و المناقشة

أما عن كوني القاريء الوحيد، فأول الغيث قطرة، لا تلبث أن تعقبها قطرات متلاحقات ان شاء الله

أما عنهم، عن ملح الأرض، البسطاء حتى في اللؤم الساذج البسيط الذي به يتحايلون على الرزق و الحياة، الممتنين لرغيف الخبز الساخن و لو كان بلا غموس، فهم أعمق خلق الله فهما للحياة، و اغزرهم ايمانا بالله، و هم كثير و لكن لا شيء نعرف عنهم على رأي حليم رحمه الله، اذكرهم من تلك الفترة المحدودة التي كنت بها طبيب امتياز قبل ان ادير الدفة نحو الطموح المادي و الاستهلاكي، و استغني عن دعاء "الله يباركلك يا دكتور" مقابل حياة أكثر رغدا لي و لأسرتي الصغيرة، هذه هي الحقيقة كما لا أحب أن أنساها

كلي احترام و تقدير لخيارك أن تؤرخي لهم، للشعب الحقيقي ، بالنتظار المزيد

Meero Deepo يقول...

عزيزى د.إياد

دعنى أنحنى إحتراما لكلماتك المنتقاة ..." الطموح المادى والإستهلاكى ".... ليس هذا هو خيارك بمفردك... فمع الاسف يختار معظم جيلنا أو يضطر ...أو يجبر على إختيار نفس الطريق

وذلك ما يؤلمنى دائما... هناك بعض المهن التى تتطلب العطاء أكثر من الأخذ ..مثل المدرس والأستاذ الجامعى والطبيب...ولكن لظروف الحياة ...وللثقافة الإستهلاكية التى لم يعد هناك من يستطيع أن ينجو من دواماتها...قد يضطر الإنسان للإستغناء عن " الله يبارك لك يادكتور وإنشالله يخليكى يادكتورة " فى نظير مناصب براقة الإسم فقيرة المضمون مثل زبد البحر

" أما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض "

شكرى العميق لإسهاماتك التى تثرى مدونتى وثقافتى أيضا

غير معرف يقول...

والله يا اميره معاكى حق.انا حاسه بكلامك جدا يمكن عشان محاطه بنفس الظروف.نظرة الامتنان فى عيون مريض غلبان ودعاؤه ليكى بحراره وصدق لما تقدميله خدمه بالدنيا وما فيها.
اقولك على حاجه ومتضحكيش..انا مره كنت بخلع ضرس لراجل كبير والضرس بصراحه كان جامد شويه.أول ما خلعته الراجل مش بس دعالى..ده قعد يصقفلى!