الأحد، 25 مايو 2008

بداية الحدوتة....


كان من المفروض أن أعمل بكلية الصيدلة… فى أحد الوحدات ذات الطابع الخاص … وخصوصيتها تلك لا تعنى شئ سوى أنها لا ينطبق عليها القوانين العقيمة التى تتحكم فى أى جهاز حكومى…


وكنت دائما أتساءل… ” طب لما هى قوانبن عقيمة وبتعطل المراكب السايرة… ماسكين فيها ليه؟؟؟


“ولأن الوصول للقمر أسهل من تغيير القوانين العقيمة فى مصر … ( موش عارفة يمكن تكون ورث فرعونى ولا حاجة وماينفعشى يتباع !!!)… فكان لذلك كل منشاة حكومية عايزة تمشى أمورها… تعمل وحدات ذات طابع خاص !


وكان من المفروض أن أقضى أولا فترة فى المستشفيات الجامعية ثم أنتقل للعمل بالكلية…ومن هنا تبدأ الحدوتة…


ذهبت لتقديم أوراقى للسيدة الفاضلة مديرة الصيادلة بالمستشفى … والتى قال لى والدى إنه كلمها وأنها معرفة قديمة وأنه كان مديرها لسنوات طويلة….و..و..و… ” ومتخافيش إنت متوصى عليكى قوى “….. خلى بالكم من الجملة دى علشان حنعوزها بعد كده كتيير


وذهبت فعلا ومعى صديقتى شيماء…. وطول الطريق أقول لها إنها سيدة فاضلة… وموش حترفض طلبنا و…. و… و.. و ” متخافيش إحنا متوصى علينا قوى”


دخلنا مكتبها وقدمنا أنفسنا…. ونظرت لى وقالت …” أنا موش عارفة إنت غاوية تعب ليه ؟؟.. ما تشوفى شغل جنب بيتكم … ولا تساعدى والدك فى صيدليته”….


طبعا شكلى كان هباب * هباب قدام شيماء… وقلت فى عقلى …” يمكن يابت يا ميرو بتختبرك علشان تشوفك بتحبى الشغل ولا لأ “… و قلت ردود بليغة وأفضت وإستفضت…. ونظرت لى قائلة ” عموما متخافيش إنتى متوصى عليكى قوى “


وردت فيا الروح وقلت لشيماء …شوفتى … موش قلت لك” متخافيش إحنا متوصى علينا قوى”


ذهبنا تانى يوم لتسلم العمل … وبدأت الدكتورة المديرة فى توزيعنا للعمل بالصيدليات المختلفة بالمستشفى…. وبدأت بالجميع وإنتهت بى قائلة … ” أما إنتى بقى ياأميرة …بما إنك قاعدة معانا أيام حتى تنتقلى للكلية فمكان عملك حيكون…. مستشفى الطوارئ “



ساعتها إفتكرت مسلسل ” إى . أر ” ER وإفتكرت جورج كلونى وقلت يااااااااه وماله يا دكتورة… أنا بحب الشغل ( بالذات لو كان مع جورج كلونى ) وأى مكان عندى كويس

شيماء قرصتنى فى ذراعى …. وقالت لى …” الله يخرب بيتك طوارئ إيه …ده شغلها منيل “قلتلها … يا بنتى متخافيش أكيد ده مكان كويس …” إنتى نسيتى إن إحنا متوصى علينا قوى؟”

أول يوم فى الطوارئ…. قالوا لى المدير عاوزكوا… طلعنا 5 أدوار… ودخلنا مكتبه....مكتب طوووووويل وكنب وكراسى على الجانبين وعليهم ناس تحمل وجوههم إبتسامات صفراء ولسان حالهم بيقول… ” يا عينى هما دول الضحايا – قصدى الصيادلة – الجدد “
وفى أخر المكتب يجلس المدير ويدخن سيجاره … أول ما شوفته إفتكرت شين كونرى… ثم قالى :- ” إنتى بنت الدكتور فلان؟..قلت أيوه يافندم … قالى ياأهلا ياأهلا… ده أنا وبابا معرفة قديمة قوى”…
طبعا حسيت بقلبى اللى كان فى رجلى طلع ووصل لمكانه تانى…وقلت يا فرج الله ده التوصية كده بقت مضاعفة…
ثم كشر عن أنيابه وأردف قائلا…” بصوا بقى… أنا مبحبش الدلع… ولا شغل الستات أصلا… ولا الأجازات … ولا أذونات التأخير… ولاالشكاوى… ولا… ولا ..إلخ…. عموما أنتم أول صيادلة معانا هنا لأن محدش بيرضى يجيى يشتغل فى الطوارئ…. وإنتم خارجين السكرتيرة حتديكم جدول النوبنجيات

وهنا بقى شيماء جالها حالة هلع وهياج وذعر و نظرت لى قائلة….” متخافيش … موش كده… إحنا متوصى علينا …موش كده …شفتى التوصية يا فالحة…أنا إيه اللى خلانى أجى معاكى”

وهنا بدأت أراجع حساباتى مع نفسى … هو أنا عملت فى بابا إيه علشان يوصى عليا كده.
وإضطررت صاغرة لقبول الوضع حتى تنتهى المدة المقررة لأنتقل من السجن الحربى ده للعمل بكلية الصيدلة..........

آآآآآه …نسيت أقولكم….
المديرة توفت الله يرحمها …
وعميد الكلية توفى الله يرحمه…
والعميد اللى جاء بعده توفى الله يرحمه…
ووكيل الكلية - صاحب فكرة العمل بالكلية - أصيب بالسرطان وسافر للعلاج…
والوحدة ذات الطابع الخاص إتقفلت لفشلها….
يعنى كل اللى كانوا فى الفيلم ماتوا أو إتدمروا … وفضلت أنا أعمل فى مستشفى الطوارئ الجامعى الذى تحول بدوره ليكون مثل قانون الطوارئ الأبدى!!!!

وكل ده علشان بابا وصى عليا …قوى!!!

ليست هناك تعليقات: