الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

البطة البيضا ... والبطة السودة


شارع محمد محمود ...الذى يقع به كل مبانى الجامعة الأمريكية ..... عنوان لحال مصر
عمودى على شارع القصر العينى ويبدأ من أمام مجمع التحرير..... وهنا تبدأ المأساة

نظرا للإستقرار الفائق ... والأداء المتفوق للحكومات المتعاقبة فى مصر ... شهدت القاهرة العديد من التظاهرات
وتعددت أسبابها مابين سياسية وإجتماعية وإقتصادية

وفى تلك المظاهرات كان السيناريو المضحك .... لحد البكاء.... واحد



ميدان التحرير يكتظ بالناس الذين يرفعون شعارات ولافتات ويصرخون بالهتافات
ورجال الأمن المركزى يحوطونهم .... وعينك ماتشوف إلا النور

ضرب وسحل بكل ماتحمله الكلمة من معانى وصور وأشكال
ومن عام لعام .... ومن مظاهرة لأخرى يزداد عنف التعامل الأمنى مع المتظاهريين وتنهار المحظورات
فضرب السيدات والإعتداء عليهم كان على ما أعتقد متنافى تماما مع أخلاق المصريين علاوة عن تنافيه أساسا مع الأخلاق عموما ولكن شهامة المصريين حتى ولو كانوا رجال أمن مركزى كانت ترفض تماما أن تمس أى سيدة

ولكن التطور الطبيعى للحاجة الساقعة ....جعل دماء هؤلاء الناس ....ساقعة هى كمان !!!
لا أحب إسترجاع تلك المشاهد وأتمنى أن تمحى تماما من ذاكرتى لأنى رأيتها رأى العين عدة مرات فى فترات متقاربة وبالذات فى عامى 2005 – 2006

ولكن ما كنت أكرهه تماما وأتوقف عنده هو ذلك المشهد....
الغليان والفوران فى ميدان التحرير أمام المجمع والمبنى الرئيسى للجامعة الأمريكية يقابله حشد أمنى كثيف فى شارع محمد محمود لحماية مداخل مبانى الجامعة من تلك الشرذمة المتظاهرة

ليس ذلك وفقط بل هناك أيضا رد فعل رجال الأمن مع عامة الناس فى الشارع....
فلو خرجت من محطة مترو الأنفاق أمام الجامعة وإتجهت شمالا ...فأنت إذن من المتظاهريين أو من المنضمين لهم أو من سيئ الحظ الذين سينالهم التعميم الغبى و....تروح فى الرجلييين... يعنى من أبناء البطة السودا...!!!
أما بقى لو إتجهت يمينا.... فانت من أبناء البطة البيضاء ... المتجه للجامعة الأمريكية وأنت فى حماية رجال الأمن حتى تصل سالما

يا الله.... لماذا يحتقر المصريون المصريين لتلك الدرجة.... لماذا تسيطر علينا عقدة الخواجة بشكل مفزع
نظرة على ماحولنا ....حتى أسماء محلاتنا التجارية لهى دليل على ذلك الشعور المحتقر لكل ماهو مصرى أو عربى

ولا يسعنى هنا إلا أن أتذكر بوست كتبه د.إياد حرفوش عن محل ملابس جديد فى المعادى إختار لنفسه إسم .....

بلو جوب !!!!!

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

كل ما بشوف الامن المركزى فى التحرير او عند جامعه القاهره بييجى فى دماغى جمله واحده بس:
عدلت.. فأمنت.. فنمت يا عمر

Meero Deepo يقول...

ده سيدنا عمر بن الخطاب يا أيوية

بس إحنا دلوقتى ماعدشى عندنا غير ....عمر مكرم علشان نقيم فيه دار عزاء لكل حاجة فقدناها زى الحاجات اللى بتتكلمى فيها دى !!!!

قال عدل وأمن قال !!!!1

Capt. Haytham Harfoush يقول...

يسعدنى بعد قرأت تعليقك على صكوك الغفران أن أتوصل لمدونتك

أما عن البطة البيضا........و البطة السودة, لن أستخدم عبارة(ماذا علينا لو لم يفهم البقر) التى لا تحظى بستحسانك, و لكن دعينى أبدلها ب(ماذا علينا لو حكم البقر)

أن تظافر قوى الشعب العاملة فى اطار الاشتراكية و القومية العربية فى دولة الأمن و الآمان مع الأخذ فى الحسبان الضربة الجوية و البنية التحتية, هو ما نتج عنه ما ترينه فى ميدان التحرير على يد الجنود و الضباط الأحرار

تحياتى