الأحد، 22 فبراير 2009

أمنية حسن ...(2)


ماشعورك عندما تكون سائر فى أمان الله فى الشارع ....وفجأة يقابلك مذيع وكاميرا تصوير ويخبروك بأنه ألف مليون مبروك كسبت مليون جنيه خالصة الضرائب ؟

كم ستكون فرحتك بمصباح علاء الدين ...تجده ....تلمعه ...ويخرج لك منه المارد يهديك الكنز المدفون لك وحدك ؟

أمنية حسن .... هى المصباح ...والمارد ....والكنز المدفون !

تلك الفتاة هى كنز كنت أمشى فى طريقى ووجدته ....صندوق ملئ بالكنوز لم يتوقف عطاؤه حتى الآن بعد 4 سنولت كاملة

أمنية لم تكن كنز لى وحدى ولكنها كنز لكل من أراد الله أن ينعم عليهم بهذا الرزق

كم تعلمت منك يا أمنية ............ كيف أشكرك على عطاؤك وهديتك يارب ؟

عندما أقول أن أمنية كنز ....فأنا أعنى فعلا ما تحمله الكلمة من معانى
ولكنها كنز حقيقى ليس كالنقود والذهب تنتهى قيمتها بتصرفنا فيها
أمنية هى كنز من الحسنات والثواب وطريق خير مفتوح متسع كالطرق السريعة الأمريكية لا حد للسرعة فيها
أمنية كانت كنز لكل من عرفها وحتى من لم يعرفها


رأيت بعينى كم كان أناس يتسابقون لدفع تكاليف علاجها وهم لا يعرفونها حتى ولا يهتمون بمعرفتها
رأيت بعينى أناس كنت أحسبهم من القاسية قلوبهم يتحولون إلى جوعى وعطشى للثواب والرضا من الله بدون تحايل ولا رياء

رأيت بعينى ما نصطلح على تسميته ...( تساهيل ربنا ) فى كل ما يخص تلك الفتاة من أمور
تكون مستعصية عادة ولكن بمجرد أن تكون لها تلك الأمور والتعقيدات الإدارية فكل شئ ينفرج بإسم الله وبإذنه

أمنية حسن ........ إذا لم أكن مؤمنة بوجود الله لآمنت به وبقدرته لمجرد معاصرتى لقصة تلك الفتاة
أمنية حسن ........ إذا كان زمن المعجزات الإلهية قد ولى فإنها المعجزة التى تدل على أننا نحيا فى كون وملكوت الله وهو وحده المالك المتصرف فى شئون عباده

..... توقفت فى البوست السابق عند مقابلتى للموظفة الطيبة وإخبارى بما حدث وحقيقة مرض أمنية
وكيف أن الطبيب المعالج نصحها بأن تذهب لطبيب مشهور هو د.عمرو صفوت رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بالقصر العينى لأنه الوحيد الذى يمكنه أن يقوم بمثل تلك العملية الصعبة الدقيقة لتخليص الأعصاب والحبل الشوكى من الورم الملتف حوله

حاولت الفتاة أن تحجز موعد للكشف عند الطبيب ولكنها فحلت بصعوبة فى حجز موعد بعد شهرين !
حاولت الموظفة والفتاة وأنا فى تقديم ميعاد الكشف ولكن فشلت محاولاتنا جميعا
أخبرتها أن تهاتفنى إذا إحتاجت أى شئ وأن تبلغنى بنتيجة الكشف وماسيقوله الطبيب لها

مرت الأيام وإنشغلت بأمورى وسفرى ودراستى وذات يوم لا أنساه ابدا
الأربعاء 27 مارس 2006... قررت ألا أذهب للمستشفى لأكمل نومى وكسلى البغيض كما لو كنت طفلة تتحين الغياب من الحضانة
أقسم بالله العظيم أن ما سأرويه هو بعينه ماحدث ...
رايت حلما عجيبا بأن صلاة الظهر قد حان وقتها وأن المؤذن بعد رفع الأذان يقول إن أمنية حسن محجوزة فى مستشفى عين شمس وتحتاج لألفى جنيه لأنها ستجرى عمليتها بعد أيام

إستيقظت مضطربة جدا ..... انا لا أدعى أنى من أولياء الله الصالحين ولا أنى أصلا من الصالحين !!!
ولكن أحلامى غالبا غالبا ماتتحقق ولا أعلم تفسير لذلك

المهم أنى كنت أفكر فى الأمر ... أمنية إيه اللى حيوديها عين شمس ... أولا الطبيب يعمل بجامعة القاهرة يعنى حتى لو كانت قد ذهبت للكشف فهى الآن محجوزة فى القصر العينى
ثم إن موعد كشفها لايزال أمامه شهر كامل

أكيد أضغاث أحلام ...!!

لم أرتاح طيلة النهار من التفكير ... وإكتشفت أنى نسيت فى خضم مشاغلى أن أحصل على تليفون منزلها ...إهتممت بأن أعطيها أرقامى ولم أهتم بأخذ تليفونها ....وكان هذا درس قاسى جدا
فأنا إكتفيت بأنى أبديت لها إستعدادى لمساعدتها عندما تحتاجنى ونسيت أنه كان من الواجب أن أطمئن عليها من الوقت للاخر....فمن يدرينى لعلها شعرت بالحرج من أن تتصل بى

لمت نفسى ولكنى تذكرت الموظفة الطيبة وإتصلت بها وأخبرتها بالحلم وتعجبت هى الأخرى وقالت لى خلاص يادكتورة ولا يهمك أروح لها منزلها وأسال عليها

وذهبت ويالهول المفاجأة....

أمنية تدهورت حالتها جدا وأصبحت غير قادرة على الحركة وصراخها لم يعد ينقطع والجيران تطوعوا بأن يأخذوها لمستشفى عام فى تلك المدينة الإقليمية وطلبوا مساعدة أحد أعضاء مجلس الشعب !!!!... ليتوسط لها عند إدارة المستشفى لتحويلها لمستشفى جامعى أو تعليمى فى القاهرة

وفعل الرجل مشكورا وتم تحويلها لمستشفى ...الدمرداش أوعين شمس التخصصى والتى قرر الأطباء إجراء العملية لها فى أسرع وقت ممكن !

يااااااااااااااااااااه..... الحلم كان رؤية صالحة من عند الله....ليس لأنى من أولياؤه للأسف ولكنى من عباده وأمنية هى الأخرى من عباده وأول كنز حصلت عليه من صندوق أمنية هو أن أكون ممن يجعل الله قضاء حوائج الناس على أيديهم

........و للحديث يقية

ليست هناك تعليقات: